توجد العديد من الصفات التي يحبها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أن يتحلى بها العبد، لذلك يجب أن يتم الالتزام بها، وذلك لكي ينال الثواب من ربه، ولكن لا يعلمها فقط بل يعمل بها وتكون ظاهرة بشكل واضح على خلق المسلم في معاملاته، لذلك سوف نستفيض في ذلك الموضوع.
صفات يلتزم بها المسلم
يحب الله سبحانه وتعالى العباد، خاصةً العبد المتضرع إلى الله الذي ينفذ كل ما هو مأمور به، فعندما يتقرب المسلم إلى ربه بصفات محببة إليه مثل الإحسان والصدقات يقابله ذلك الثواب العظيم.
فإن في التحلي بهذه الصفات طريق التقرب إلى الله، كما عله الابتعاد عن الصفات السيئة، مثل الكذب والافتراء على الآخرين، حيث تعتبر من الصفات البغيضة، فيبغضه كلا من الله والناس.
فكل هذه محاولات لكي يحصل العبد على رضا ربه، لذلك يسعى كل العباد والأنبياء والرسل والملائكة إلى رضا الله، فهم يتسابقون في ذلك، ومن الأدلة على ذلك ما جاء في القرآن الكريم:
“قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ”.
لا يفوتك أيضًا: دعاء الغبار والرياح والأتربة
صفة الإحسان من القلب
أن الإحسان هو أن تعبد الله حق العبادة بإخلاص من القلب، وذلك كأنك ترى الله، والعلم أن كان العبد لا يري الله فالله يراه، لذلك يجب على المسلم أن يؤدي الصلوات في أوقاتها، وعند الحديث يقول الخير أو لا يتكلم، ومن الجدير بالذكر أن صفة الإحسان هي أعلى مراتب الإيمان حيث:
الأولى | الإسلام، لذلك يجب اعتناق الدين الإسلامي في البداية. |
الثانية | الإيمان هي لا تقل أهمية عن المرتبة الأولي، لذلك يجب الإيمان بالله سبحان وتعالى وكتبه ورسله. |
الثالثة | الإحسان، هذه المرتبة تعتبر واحدة من المراتب الهامة في الدين الإسلامي، بالإضافة إلى ذلك فهي تعتبر الأعلى والأسمى عند الله. |
قد ذكر الله سبحانه وتعالى المحسنين في كتابه الكريم، وذلك كما جاء في سورة البقرة في قوله:
“وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ”.
الصفات التي يحبها الله ورسوله الإحسان لله
إن الإحسان لا يكون لله فقط بل يكون إلى العبد أيضاً، فيجب أن يكون المسلم متعاون يقدم المساعدة لكل من هم حوله، من الصفات الخاصة بالمحسنين كما ذكر الله عز وجل في كتابه العظيم:
عدم البخل ولا الإسراف والدليل على ذلك قول الله تعالى: “وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ”
المتحكمين في غضبهم، لا ينفعلون طوال الوقت، ويقسون على الغير بالكلام، كام جاء في قول الله سبحانه وتعالى: “فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ”
المتسامحين الذين يغفروا للغير الخطأ، كما جاء في قول الله تعالى: “الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ”.
الصفات التي يحبها الله التطهر
إن الرجوع إلى الله بالتوبة يعني عدم تكرار الخطأ مرة أخرى والندم عليه، فإن الندم في حد ذاتها تعتبر توبة ورجوع لله، فالله يحب العبد التواب، والعبد من الممكن أن يخطئ ويتوب أكثر من مرة إلى أن يهديه الله ولا يكرر خطأه مرة أخرى.
فقد ذكر الله التوابين كما جاء في سورة التحريم في قوله تعالى:
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”.
بالإضافة إلى ذلك يجب أن يتطهر المسلم في العديد من الأوقات، فالتطهر فرض على الرجل والمرأة وذلك في عدة من مواقف الحياة التي من الممكن أن يمر بها العبد، فالطهارة لا تكون للأبدان فقط، بل أيضاً تكون طهارة من الذنوب، ويوجد العديد من الآيات القرآنية التي ذكر فيها الله المتطهرين.
صفة التقوى وأهميتها
إن التقوى صفة هامة من الصفات التي يحبها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فيمكن ومعناها أن يكون العبد جاهز إلى لقاء ربه أي وقت، لذلك يكون بتطبيق كلام الله عز وجل بدون تردد، فقد حدثنا الرسول في العديد من الأحاديث عن أهمية التقوى.
بالإضافة إلى ذلك حثنا الله عز وجل على التقوى، وذلك في قوله تعالى:
” لاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ”.
لا يفوتك أيضًا: من هو النبي المدفون في الجزائر
الصبر والتوكل
الصبر على البلاء واحدة من الصفات التي يحبها الله ورسوله، فهو يعبر من أعظم الأعمال، فمن الممكن أن يتم الحصول عليه من خلال التدريب الجيد، فقد حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم على الصبر وذلك في قوله: “من يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء هو خير وأوسع من الصبر”.
بالإضافة إلى ذلك يجب أن يتوكل العبد على الله سبحانه وتعالى، فتفويض الأمر إلى الله من أكثر الأشياء التي ينوب عنها العبد الثواب العظيم، وذلك سواء كان في السراء أو الضراء.
فقد حثنا الله تعالى على أهمية التوكل وذلك كما جاء في كتابه الشريف في قوله:
” فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ”
وذلك أكبر دليل على حب الله متوكلين الذين يسلمون أمرهم لله.
يوجد العديد من الصفات التي يحبها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والتي يجب أن يتحلى بها المسلم، لأن بها يتقرب العبد إلى ربه، ومن يحبه الله يحبه كل من حوله وييسر الله أمره.