الادب والعبارات

خطبة عن الصبر على البلاء وعلى أقدار الله مكتوبة PDF

الصبر من الطاعات التي حثنا عليها النبي في كثير من الأحاديث، وقد أوضح لنا القرآن ثمار الصبر في الدنيا والآخرة، ومنه الصبر على الطاعات والابتلاءات وغيره، وهو أيضًا من النعم العظيمة التي يَمن الله عز وجل بها على العبد، فما دام المُسلم صابرًا فهو مأجور على كل الأحوال.

خطبة عن الصبر قصيرة

الحمد لله رب الأرض ورب السماء، خلق آدم وعلمه الأسماء، نحمده تبارك وتعالى على السراء والضراء، ونستعين به على البأساء والضراء، خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء، أمة مُحمد.. سلام الله عليكم ورحمته تغمركم.

تحميل خطبة عن الصبر على البلاء PDF

خطبة عن الصبر

أما بعد..

أيها الأمة اتقوا الله في طاعتكم واصبروا على جميع أحوالكم فما الدنيا إلا دار خير وبلاء، ويجزي عليها الإنسان لكي يليق بالجنة التي نرجوها، فما أجمل أن تتزين خلق الإنسان بالصبر، فنعلم جميعًا أن الطاعات التي حددها لنا الله ورسوله كثيرة.

لا شك أنها بها نوع من المشقة على العبد، فمثلًا الصوم يجد فيه الإنسان مشقة بسبب الجوع والعطش وفقدان الطاقة ومحاولة كبح النفس على الشهوات وغيرها الكثير.

كذلك في الصلاة يشعر الإنسان باضطرابات النوم، ليؤدي الصلاة في أوقاتها ومحاولة الانتظام عليها وطرد وساوس الشيطان كُل هذا يقوى عليه الإنسان بسبب الصبر من أجل الجنة وحبًا في الله والخوف من عقابه.

لعل أجمل ما نتناوله هو الصبر على طاعة الله من أجل الفوز العظيم بالدار الآخرة بالجنة، فنرى أن في الصدقة بذل للناس، والجهاد يبذل فيها العبد النفس في سبيل الله وغيرها من التكاليف التي لا تخلو من المشقة.

ففي المداومة مشقة، فنرى أن كثير من المؤمنين يحاولون التغلب على مرضهم من أجل التوجه للصلاة والصيام وغيره، وهؤلاء جزائهم عظيم بالدنيا والآخرة.

لعل أجمل ما يُعين العبد في الصبر على الطاعات أنه حينما ينظر إلى حاله قبل إتمامه الطاعات وبعد وكيف أنه تمكن من إخلاص النية، فترى كيف يحاول كبح نفسه وكيف يصبح خاشعًا لله سبحانه وتعالى.

نرى أهمية الصبر متمثلة في الكثير من الآيات القرآنية ومنها

“وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ” [الكهف: 28].

كما أن الله أختص الصابرين بمحبته، قال تعالى:

“وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ” [آل عمران 146].

فما أجمل أن يوعدك الله عز وجل بمحبته، ويجزي الله الصابرين بثلاثة أشياء جيدة.

يُصلي الله عليهم ويوعدهم برحمته عليهم بالدنيا والآخرة، “وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)” [البقرة: 155 – 157].

لينعم المسلم بالفلاح بالدنيا والآخرة فعليه بالصبر

“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” [آل عمران: 200].

يغفر الله عز وجل لعباده الصابرين، كما ينعمون بأجمل الخصال وخير الأقدار وحُسن الحظ،

“يْلَكُمْ ثَوَابُ اللهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلاَ يُلَقَّاهَا إِلاَّ الصَّابِرُونَ” [القصص: 80].

وقوله تعالى:

“وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ” [فصلت: 35].

الصبر من أجمل الخصال التي تميز بها الأنبياء:

“فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ ۚ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ ۚ بَلَاغٌ ۚ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ” [ الأحقاف: 35]

فعدم الاستعجال والصبر على كل أمور الدنيا وليس الطاعات فقط من أفضل ما تحلى به أولو العزم من الرسل، فما أجمل أن يتحلى الإنسان بما يتحلى به أطهر البشر.

لا يفوتك أيضًا: بحث عن الصيام وفوائده مختصر PDF

خطبة عن الصبر وأنواعة

إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، نبدأ حديثنا بالحمد والشكر لله والصلاة والسلام على خير عباد الله مُحمد صلى الله عليه وسلم.

الصبر ثم الصبر ثم الصبر فلو علمتم ما أعلم عن فضله لقضيتم عمركم كله تصبرون على الابتلاءات والطاعات وغيرها من أمور الدنيا، فلنعلم أولًا أن الدنيا دار اختبار يبتلى بها المسلم بالشر وينعم بها بالخير.

فيكفي أن تعلموا أن الصبر ورد في 90 موضعًا بالقرآن، بل وخُص الصبر بأنه نصف الإيمان، وإن تحدثنا عن كل مواضع الصبر في القرآن والسنة فلن يكفينا الوقت، ولكن سنتناول ركن مهم من أركان الصبر.

وهو أنواعه، فقد يظن الكثير منكم أن الصبر نوع واحد ولكن بالرغم أن فيما معناه أن يقوم المسلم بكبح نفسه عن فعل السيئات والمحرمات ويزرع الخشوع بقلبه، إلا أن الصبر أنواع كثيرة.

1- الصبر على قضاء الله

نقصد هُنا الصبر على القضاء خيره وشره، فالابتلاء من أهم الاختبارات التي تقيس قوة صبر المسلم، فنعلم أن الابتلاء هو ما يخرج عن إرادة الإنسان.

فيه يجب أن يتحمل العبد النتائج ويصبر على ما أتاه الله فهو خيرًا له ولو لم يعلم ذلك.

“وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ” [سورة البقرة 155].

نرى أن الله يبشر الصابرين وما أجمل من بشارة الله للعبد، والصبر يجب أن يتزين بالرضا وهنا نتناول أعلى مراتب الصبر، ولن تصل إلى تلك المرحلة ما لم تُسلم أمرك لله سبحانه وتعالى وتتحلى بقوة الإيمان.

2- الصبر عن القيام بالمعصية

النفس أمارة بالسوء، ولكن محاولة الإنسان أن يتحكم في نفسه ويرودها لتكون تحت سيطرته فيصبر على المعصية ويمنع نفسه من القيام بها، فيصبح المسلم كارهًا للمعصية ويحاول منع قلبه من التعلق بها.

بل يستبدلها بالطاعات ويعلق قلبه بما هو مُحبب لله سبحانه وتعالى، وإن أخطأ ووقع في المعصية فإن هذا يُسرع في التقرب من الله والتوبة عنها، ولعل أهم ما يعين العبد على ذلك:

  • أن يدرك حجم المعصية ومدى قبحها ولا يراها على الصورة المزينة التي يصورها له الشيطان.
  • أن يتذكر المسلم والموت والحساب والوقوف أمام الله عز وجل.
  • أن يخاف الله ويتوب إليه خوفًا من غضبه وحبًا فيه.
  • محاولة استذكار كافة النعم التي ينعم الله بها على العبد.
  • الابتعاد عن المواضع التي تحبب إليك ارتكاب تلك المعصية.

فيا أمة محمد إن أوصيكم بالصبر فو الله ما رأيت عبد صبر إلا وقد عوضه الله سبحانه وتعالى عن كل حزن وأسى قد مر به في حياته، فأخلصوا النية لله سبحانه وتعالى واصبروا على كل شيء في حياتكم فسوف تجزون خيرًا.

لا يفوتك أيضًا: موضوع تعبير عن القدوة الحسنة بالعناصر PDF

خُطبة عن مجالات الصبر

خطبة عن الصبر

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله، كتب على خلقه الموت والفناء، وتفرَّد سبحانه- بالحياة والبقاء، الكلُّ يفنى ويموت، وسبحانه يُحيي ويميت، وهو الحي الذي لا يموت.

“لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” [الحديد: 2- 3]، حينما كنت أتخير موضوع خطبتنا اليوم وقعت على مسامعي كلمة “الصبر” ولم أرى أفضل من تناول هذا الموضوع.

أما بعد..

أحبابي في الله قد لا أستطيع ذكر كل ما يتعلق بالصبر ولكني أذكر لكم واحد من أهم جوانب الصبر وهو مجالات الصبر، فنظرًا أن مجال الصبر واسع ويتسع حديث طويل فهو يسع كل الجوانب التي تحدث في حياة الفرد.

  • الحرص على الصبر على المداومة على طلب العلم.
  • ألا يتعجل المسلم عند طلب أي من المطالب سواء الدنيوية بل يحاول التروي.
  • كما أن كظم الغيظ ومحاولة التحكم في رد الفعل وإحكام العقل خاصةً في المواقف التي تتطلب هذا الأمر.
  • المداومة على فعل الخيرات، وأداء العبادات في أوقاتها فهو من أعظم أنواع الصبر “فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ” [مريم:65].
  • الصبر على عدم التطلع والانجذاب لما يملكه الآخرين، فلا تغرك الأموال والبنين فقال تعالى

“أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ. نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ ۚ بَل لَّا يَشْعُرُونَ” [سورة المؤمنون: 55:56]

  • التحكم في النفس حتى لا تتمادى في الشهوات وذلك لتجنب العواقب.
  • كما يجب التحكم في النفس حتى في حالات الخوف من المواقف التي تستدعي منك هذا.
  • رد الإساءة بالحسنة ومحاولة كظم الغيظ عن الأذى الذي يتسبب فيه الآخرين.
  • ألا تقوم بالإفصاح عما تقوم به في سبيل الله بالمجالس ليعجب بك الناس، بل أصبر وتروى “لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ” [سورة المؤمنون: 55:56]
  • الصبر على أذى الغير من داخلك وخارجك ولا تسارع في رد الأذى، فكان أكثر من عانى من الأذى هم الرسل، ولكن البشرى لهم، فقال في كتابه العزيز

“لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا ۚ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ” [آل عمران:186].

“وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا” [المزمل:10].

في ختام خطبة عن الصبر على الابتلاء الصبر له منافع ومجالات كثيرة، فلا يجب على العبد أن يكترث على ما لديه فقط من معلومات حول الصبر، بل ننظر للقرآن والسنة وكيف تناولت مواضيع الصبر و ثماره بالدنيا والآخرة.

زر الذهاب إلى الأعلى