الادب والعبارات

ما هو الرد على يرحمكم الله عند العطس

ما هو الرد على يرحمكم الله؟ ولماذا نقول يرحمكم الله بعد العطس؟ فيوجد فئة كبيرة من الناس ليس لديهم علم بالردود المناسبة للمصطلحات الشائعة، حتى ولو كانت تتردد على أسماعه من قِبل الكثيرين، فهم لا يملكون ثقافة الرد التي تُعينهم على قول الرد المناسب على الفور من استقبال عبارة ما.

الرد على يرحمكم الله

من خلال السيرة النبوية الشريفة يُمكننا معرفة الرد على يرحمكم الله، أي الرد الأساسي الذي أمرنا به النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ما نُقِل عنه على لسان أبي هريرة رضي الله عنه:

إذا عَطَسَ أحَدُكُمْ فَلْيَقُلِ: الحَمْدُ لِلَّهِ، ولْيَقُلْ له أخُوهُ -أوْ صاحِبُهُ-: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فإذا قالَ له: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَلْيَقُلْ: يَهْدِيكُمُ اللَّهُ ويُصْلِحُ بالَكُمْ” صحيح البخاري.

لكنّ ذلك لا ينفي وجود العديد من العبارات الأخرى التي يُمكن استخدامها في الرد على كلمة يرحمكم الله بعد قول يهديكم الله ويصلح بالكم، والتي تحوي الأدعية الجميلة لصاحب القول.

  • يغفر الله لنا ولكم.
  • يرزقنا الله وإياكم الجنة.
  • يا رب يعفينا من النار.
  • يرحمنا الله جميعًا إن شاء الله.
  • يصلح حالنا وحالك يا رب.
  • غفر الله ذنوبي وذنوبك.
  • غمرني الله وإياك برحمته.
  • أثابنا وإياكم جنات النعيم.
  • يهديكم الله ويهدينا.
  • منحكم الله الخير في كل وقت.

لا يفوتك أيضًا: عبارات الرد علي رمضان كريم

لماذا نقول يرحمكم الله بعد العطس؟

في سياق الحديث حول صيغة الرد على يرحمكم الله يعرف أغلب الناس أن قول الحمد لله بعد العطاس هو شكر لله لما في الأمر من المنفعة له، حيث إن العطاس هو المساعد على خروج الأبخرة المتراكمة في الدماغ، والتي يُمكنها التسبب في الإصابة بالأمراض العسيرة إذا بقيت فيه.

لكن ما لا يشيع معرفته هو قول الآخرين للعاطس “يرحمك الله” فما الغرض من الدعاء بالرحمة له في هذا الوقت؟

لذا جدير بالذكر أن حمد العاطس لله، ودعاء من حوله له بالرحمة، ثم دعائه لهم بالهداية وصلاح البال، كل ذلك يُمثل ذكر الله، وهو تحديدًا ما يغيظ الشيطان ويُثير حُزنه.

علمًا بأن الرد على العاطس بعد حمده الله سُمى بالتشميت، نسبةً إلى الشماتة في الشيطان وغيظه وإثارة حُزنه، لأن تلك الأمور مُستحبة عند الله، وهو معنى لطيف للغاية إن وضعه العاطس والراد عليه في الاعتبار انتفعا به.

يبلغ هذا الانتفاع البدن والقلب على حدٍ سواء، مع العلم أن وجوب الرد على العاطس بعد حمده لله قد جاءت حُجته في حديث نبويّ شريف منقول عن النبيّ صلى الله عليه وسلم على لسان أبي هريرة رضي الله عنه:

“حَقُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ خَمْسٌ. وفي رواية: خَمْسٌ تَجِبُ لِلْمُسْلِمِ علَى أخِيهِ: رَدُّ السَّلامِ، وتَشْمِيتُ العاطِسِ، وإجابَةُ الدَّعْوَةِ، وعِيادَةُ المَرِيضِ، واتِّباعُ الجَنائِزِ” صحيح مسلم.

تعتبر تلك الحُجة دليل قوي على ما جاءنا به الله تعالى ونبيّه الكريم، لكن من الأفضل أن يمتثل المُسلم لأوامر الله دون البحث في الحكم والأسباب، بل يجب التيقن من أن الله هو الحكيم الخبير الذي لم يأمرنا بشيء إلا وكان فيها الخير لنا.

سواء استطعنا معرفة حكمتها في الدنيا أم لا، أو أتت فائدتها لنا في وقت قريب أو استغرقت الكثير من الوقت، فإنها تصب في مصلحتنا بشكل عام، والأصل في الإسلام هو الاتباع، وإن وُجدت الدلائل على الحكمة فهو فضل من الله عز وجل.

لا يفوتك أيضًا: الرد على صحيت من النوم ؟

حكم قول يرحمكم الله للعاطس

جاء رسولنا الكريم بالسيرة النبوية الشريفة التي توضح لنا العديد من أحكام الشريعة الإسلامية، وتُعيننا على تنفيذ أوامر الله تعالى بعد الاطلاع على الحُجة والدليل.

في ظل معرفة الرد على يرحمكم الله نجد أن رسولنا الكريم أوضح لنا وجوب قول هذا المصطلح لمن حمد الله بعد العطس فقط، أمّا من لم يحمده فلا نقوله له.

جاء الدليل على ذلك في رواية أبو بردة بن أبي موسى الأشعريّ عن النبي صلى الله عليه وسلم:

“دَخَلْتُ علَى أَبِي مُوسَى وَهو في بَيْتِ بنْتِ الفَضْلِ بنِ عَبَّاسٍ، فَعَطَسْتُ فَلَمْ يُشَمِّتْنِي، وَعَطَسَتْ فَشَمَّتَهَا، فَرَجَعْتُ إلى أُمِّي فأخْبَرْتُهَا، فَلَمَّا جَاءَهَا قالَتْ: عَطَسَ عِنْدَكَ ابْنِي فَلَمْ تُشَمِّتْهُ، وَعَطَسَتْ فَشَمَّتَّهَا، فَقالَ: إنَّ ابْنَكِ عَطَسَ، فَلَمْ يَحْمَدِ اللَّهَ، فَلَمْ أُشَمِّتْهُ، وَعَطَسَتْ، فَحَمِدَتِ اللَّهَ فَشَمَّتُّهَا، سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَحَمِدَ اللَّهَ، فَشَمِّتُوهُ، فإنْ لَمْ يَحْمَدِ اللَّهَ، فلا تُشَمِّتُوهُ” صحيح مُسلم.

هذا هو رأي الدين الإسلامي في حُكم قول يرحمكم الله، لكن جدير بالذكر أن آراء العلماء الآخرين قد انقسمت إلى ثلاثة آراء.

جمهور الأئمة يروا أن حُكمه واجبًا على الجميع
جمهور الشافعيّة يقولون إن هذا القول سُنة وليس واجبًا
  • علماء المسلمين: قالوا إن هذا القول واجب كفاية إذا عطس أحدهم وهو يجلس مع مجموعة من الناس، والمقصود بالواجب الكافية أنه إذا قال فرد واحد يرحمكم الله فإنه لا وجوب على الباقين من قولها.

مع العلم أن الشافعيّة قد استندوا إلى ما جاء في السُنة النبوية الشريفة من حديث منقول عن النبي على لسان أبي هريرة رضي الله عنه:

“إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ العُطاسَ، ويَكْرَهُ التَّثاؤُبَ، فإذا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ، فَحَقٌّ علَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَمِعَهُ أنْ يُشَمِّتَهُ، وأَمَّا التَّثاؤُبُ: فإنَّما هو مِنَ الشَّيْطانِ، فَلْيَرُدَّهُ ما اسْتَطاعَ، فإذا قالَ: ها، ضَحِكَ منه الشَّيْطانُ” صحيح البخاري.

لا يفوتك أيضًا: الرد على لا تنسونا من دعائكم ودعمكم الصالح

هل يجوز قول يرحمكم الله للكافر؟

كثيرًا ما يراود المسلمين أسئلة بشأن بعض التعاليم الدينية التي لم يشتهر حُكمها، مثل إمكانية الرد على يرحمكم الله إذا كان قائلها كافر.

لذا جدير بالاتفاق أن تشميت الكافر، أي الرد عليه بعدما يحمد الله بعد العطس أمر واجب، وهو ما ينطبق أيضًا على العاطس إذا كان كافرًا.

لكن يكمن الاختلاف في صيغة الرد نفسه، فلا يجوز قول يرحمك الله له، حيث لا يجوز الدعاء بالرحمة والمغفرة لأهل الكُفر.

إنما يجب أن ينحصر القول في “يهديك الله ويصلح بالك” حيث لا حرج في الدعاء للكافر بالصلاح والهداية والتوفيق للإيمان بالله، وقد جاء الدليل على ذلك في حديث نبويّ شريف منقول عن أبي موسى الأشعريّ:

“كانت اليهودُ تَعاطسُ عند النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رجاءَ أن يقولَ لها: يرحمُكُم اللهُ فكان يقولُ: يهديكُم اللهُ ويصلحُ بالَكم” صحيح أبي داود.

يرحمك الله هو مصطلح يُقال للعاطس بعدما يقول الحمد لله، وعلى الرغم من أنه مصطلح شائع، إلا أن هناك الكثيرين ممن لا يعرفون الرد المناسب عليه.

زر الذهاب إلى الأعلى