الإسلام

من هي ذات الهجرتين ولماذا سميت بهذا الاسم ؟

من هي ذات الهجرتين ؟ ولماذا سميت بهذا الاسم ؟ عزيزي القارئ / عزيزتي القارئة، من بين صفحات تاريخنا العريقة، تبرز شخصية أسماء بنت عميس كـ واحدة من الشخصيات البارزة التي حفرت اسمها بحروف من ذهب في سجلات التاريخ الإسلامي.

تلك الشخصية التي أذهلت الجميع بـ إيمانها الراسخ وإرادتها القوية، تُعتبر رمزًا لـ الصمود والتحدي في وجه الصعاب، إذ كانت صاحبة الهجرتين اللتين كانتا بـ مثابة تحدٍ كبير.

فـ في زمنٍ تميز بـ العنف والظلم والفساد، تمكنت أسماء بنت عميس من إيمانها بـ الحق، وعقيدتها الصادقة، وقوتها الداخلية من تحقيق ما كان يبدو مستحيلاً.

ومن خلال ما هو قادم من سطور الموضوع أدناه، لـ نتعرف سويًا على قصة حياتها، وما جعلها شخصيةً فذةً في تاريخ الإسلام.

قد يهمك أيضًا: دعاء ليلة القدر الذي أوصى به الرسول (ص)

أسماء بنت عميس ذات الهجرتين

ابن عباس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الأخوات المؤمنات ميمونة زوج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وأم الفضل بنت الحارث وسلمى امرأة حمزة وأسماء بنت عميس هي أختهن لأمهن). الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة | الصفحة أو الرقم : 1764 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم | التخريج : أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (8387)، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار))

  • إنها الصحابية الجليلة التي عاشت في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أسماء بنت عميس التي شهدت أكثر من هجرة في سبيل الله.
  • هي هاجرت مع زوجها جعفر بن أبي طالب إلى الحبشة، و ثم هاجرت إلى المدينة المنورة بعد وفاة زوجها.
  • ولكن حياتها لم تتوقف بعد وفاة جعفر، بل استمرت في خدمة الإسلام، فـ تزوجها أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- ومن ثم تزوجها علي بن أبي طالب -رضي الله عنهما-.
  • وبفضل مثل هذه النساء الجليلات، بنيت الأمة الإسلامية على أسس راسخة من الإيمان والعطاء والتضحية. وكان لهن الأثر الكبير في تعميق الدين ونشره على نحو واسع في العالم.

لماذا سميت أسماء بنت عميس بهذا الاسم ؟

صاحبة الهجرتيْن، هذا هو لقب الصحابية الجليلة أسماء بنت عُمَيس -رضي الله عنها-، لكن لماذا ؟

  • أظهرت أسماء بنت عُمَيس بطولة وقوة إيمان عندما هاجرت مع زوجها الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب إلى الحبشة، ومن ثم هاجرت أسماء بنت عُمَيس مرة أخرى إلى المدينة المنورة.
  • لقبها يجسد قوة العزيمة والاصرار في سبيل الله، ويشير إلى أنها من النساء اللواتي كان لهن دور كبير في الإسلام وفي نشر كلمة الله على الأرض.

من الصحابية الملقبة بـ مهاجرة الهجرتين ومصلية القبلتين ؟

  • في إحدى المناسبات، قال عمر بن الخطاب – مازحًا – لـ أسماء إنهم أولى بـ رسول الله.
  • وكان يقصد من ذلك أنهم هاجروا إلى المدينة المنورة قبلها، في حين أنها هاجرت إلى الحبشة.
  • ولكن حينها ردّت عليه أسماء ومن ثم شكت إلى رسول الله، وحينها أخبرها رسول الله أن لا فضل لـ أحد عن الآخر، وأن لها فضل بـ سبب أنها ذات هجرتين وليست ذات هجرة واحدة كما لـ عمر بن الخطاب.
  • ذات الهجرتين ليس اللقب الوحيد لـ أسماء بنت عميس، من ضمنها البحرية وذلك إشارةً لـ ركوبها لـ البحر خلال الهجرة إلى الحبشة، إضافةً إلى ألقاب أخرى مثل مصلية القبلتين، كريمة الحبائب، وأليفه النجائب.

دور أسماء بنت عميس في نقل العلم

  • كانت أسماء بنت عميس سفيرةً لـ الحديث النبوي ومعينةً لـ أصحاب العلم، حيث نقلت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والصحابة والتابعين الكثير من الأحاديث.
  • وكانت قائمةً بواجبها في نشر العلم وإثراء المعرفة، إذ روت عن أكثر من ستين حديثاً، وتركت أثراً بارزاً في السنن الأربعة.
  • ولا يقتصر فضلها على نقل الحديث فحسب، بل كانت أيضاً حكيمةً وفطنةً، ومتميزةً بـ ذكائها، إلى درجة أن عمر بن الخطاب كان يتردد عليها ليسألها عن تفسير الأحلام.
  • وبهذا كله، لا يمكن إلا أن نحترم ونقدر دورها الكبير في الحفاظ على تراثنا الإسلامي الغني.

أسماء بنت عميس ودور المرأة في الإسلام

كانت الصحابيات مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- في أحداث الهجرة والفتوحات، وساهمن بشكل كبير في نشر الإسلام وتعميمه في العالم.

  • ولقد كنّ مثالًا يحتذى في الإخلاص والتفاني والعطاء، وكان لهن دور فعّال في الإصلاح الاجتماعي وتحقيق المساواة بين الجنسين.
  • وبفضل جهودهن، تمتعت المرأة في الإسلام بحقوقٍ ومكانةٍ عالية، وتم اعتبارها شريكًا في بناء المجتمع ونشر الخير. ولم تتوقف جهود الصحابيات عند حدّ معيّن، بل استمرت عبر التاريخ في ترسيخ مكانتهنّ والدفاع عن حقوقهنّ، وهو ما يجعل دورهنّ في الإسلام لا يمكن تجاهله أو التقليل من شأنه.

بـ معنى آخر، لم ولن يتوقف الأمر عند أسماء بنت عميس ..

قد يهمك أيضًا: كم أسبوع في السنة الهجرية وكم يوم في العام الهجري

بـ هذه الخاتمة ننهي رحلتنا الممتعة في استكشاف حياة صاحبة الهجرتين، أسماء بنت عميس، التي امتازت بـ الشجاعة والإخلاص والتضحية، فـ قد كانت أسماء قد أثبتت للجميع أن النساء يملكن قوة وإرادة قوية يمكنها أن تحرك الجبال وتحقق المستحيل.

وبـ هجرتها مع النبي صلى الله عليه وسلم، أصبحت قدوة لـ لنساء المسلمات حتى يومنا هذا، لـ نحتفي بـ تاريخ هذه الشخصية العظيمة ونتعلم منها الكثير، ولـ نستمد القوة والإلهام من قصتها الرائعة والملهمة .

زر الذهاب إلى الأعلى