القرآن و الحديث

آيات عن النجاح في العمل وأهمية إتقانه

ليس هنالك أفضل من القيام بأحد أحب الأعمال إلى الله وهي إتقان العمل، حيث أن الله ذكر هذه القيمة في الكثير من آيات القرآن الكريم، والأحاديث النبوية على لسان سيدنا محمد، والكثير من الأحاديث القدسية، التي كرمت من يتقن عمله، كما بشرهم الله بالرحمة والرضوان في الدنيا والآخرة.

آيات عن النجاح في العمل في الدنيا والآخرة  

هناك العديد من الآيات التي ذكرها الله في الكتاب المنزل، يذكر فيها قيمة العمل، في الكثير من المناسبات، ولا يقتصر العمل فقط على الدنيا، بل إن العمل صورة شاملة للدنيا والآخرة، وذكرها الله بكلمة الفلاح، الذي يرزقه الله لعبادة، لمن يسعون في أرض الله، ويحرصون على عمل الخير ونشره في مختلف بقاع الدنيا.

آيات عن النجاح في العمل وأهمية إتقانه

1(قالَ يا قَومِ أَرَأَيتُم إِن كُنتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِن رَبّي وَرَزَقَني مِنهُ رِزقًا حَسَنًا وَما أُريدُ أَن أُخالِفَكُم إِلى ما أَنهاكُم عَنهُ إِن أُريدُ إِلَّا الإِصلاحَ مَا استَطَعتُ وَما تَوفيقي إِلّا بِاللّهِ عَلَيهِ تَوَكَّلتُ وَإِلَيهِ أُنيبُ) (هود: 88).

  • ذكر الله لنا قصة قوم شعيب ونبيهم عليه السلام، وكيف أنهم خالفوه وأعرضوا عنه، عندما دعاهم إلى الله والإخلاص إليه.
  • هو يخبرهم أنه يحرص على ألا ينهاهم عن أمر ويأتي به، فهذا ما هو إلا التوفيق من الله أن يعينه على دعوة قومه إلى الحق بإذنه.
  • قد شدد نبي الله شعيب على أنه لا فلاح ولا توفيق في الدنيا أو الآخرة إلا إن أراد الله ذلك.

2- (وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا) (الطلاق: 3).

  • من أشد وأصعب الأمور، أن يتقي الإنسان ربه في عمله، ويجعله خالصًا لوجهه الكريم، ولأن الله يعلم خافية القلوب.
  • ذكر لنا، أن الإنسان الذي يحرص على تقوى الله في حياته، لدنياه وآخرته، يرزقه الله من حيث لا يدري ولا يحتسب.
  • يؤكد رب العزة على أن تدابيره تفوق تدابير الخلق أجمعين، وأن الله يبلغ أمر عبده، وهو القادر على أن يرزقه من أي المواطن شاء.
  • ما قدروا الله حق قدره، إذ قال للشيء كن فيكون، لذلك توكل على الله، وأتقن عملك، يصبك الخير في الدنيا، وترزق النعيم في الآخرة.

3- ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ (فصلت: 33).

  • في هذه الآية يبشر الله من آمنوا أنه ما من شيء أفضل عند الله تعالى من أن يقوم الإنسان بالعمل الصالح في الدنيا والآخرة.
  • العمل على نشر دعوة الإسلام في الأرض، وتحقيق غاية الله في خلقه.
  • ليس هناك أفضل من الإتقان في العمل والقيام بصالح القول والفعل، فيقوم بها المؤمن بدعوة الناس، إلى الله، والحصول على الرحمة التي يرجوها منه تعالى.
  • إذا حرص المسلم على دعوة الله بالفعل لا بالقول، فتزين بمحاسن الأخلاق، واتبع رضوان الله، ونشر الفضيلة بين الخلائق بان يقوم بها، فهو أشرف وأفضل عمل يمكن أن يتقرب به العبد إلى الله.

4- ﴿وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً ۚ وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾ (النساء: 100).

  • يسري الله على عباده الذين يضربون في الأرض، باحثين على الرزق الحلال من الله، أنهم يكونون في معية الله.
  • الذين يبتغون الخير والوسيلة إلى الله، بالعمل الصالح في الدنيا والآخرة، يجزيهم الله من فضله، ويعطيهم من الخير في الدنيا قبل الآخرة.
  • يطمئن الله عباده الذين يموتون في طريقهم إلى الكسب الحلال، أنهم في معية الله يجزيهم الجزاء الأوفى، ويغفر لهم ما تقدم من ذنوبهم، فرحمة الله تسع الأكوان.
  • يطمئن الله عباده الذين يهاجرون إلى سبيله، بأن الله قد أعطاهم أجرهم الذي كانوا يرجون، وأن موته كان على الله، وكذلك أجرهم.

5- ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴾ (الملك: 2).

  • هناك العديد من العبر في هذه الآية القصيرة، التي يخبرنا الله تعالى أن مكوثنا في الدنيا ليس لعبًا ولهو، وإنما قد خلقنا جل شأنه، لنتمم رسالة الله في أرضه.
  • خلقنا في الأرض، هو فتنة واختبار، يبلونا الله، ويعلم من يحسن في عمله، ومن يتكاسل عنه.
  • لا يجب أن نغفل معرفة الله مسبقًا من الذي سوف يخلص عمله، ومن سوف يعرض، إلا أن الله يسير الخلق، ويجعل لهم الخيرة، في أمرهم، ولكن بما كتبه لهم وقدره.
  • يشير الله إلى أنه خلق الموت آنفًا، وأنه مقدر لجميع خلقه، والحياة أيضًا ليتمم اختباره، ويرى من يطيعه ومن يعرض عنه.

لا يفوتك أيضًا: 16 من آيات قرآنية قصيرة للبايو مزخرفة

أهمية الإتقان في العمل

آيات عن النجاح في العمل وأهمية إتقانه

بعد قراءة أجمل آيات عن النجاح في العمل في السطور السابقة يعد العمل هو المصدر الذي يحصل منه المسلم على رزقه، والتكاسل عن أدائه بالشكل الذي يرضي الله، من أسوأ ما قد يظلم الإنسان به ذاته، ويقصر به في حق الله.

يعود الإتقان في العمل بالفائدة على المسلم الفرد كمنفعة خاصة، وعلى المجتمع كمنفعة عامة.

لا يفوتك أيضًا: آيات قرآنية عن الأمل والصبر قصيرة مكتوبة

1- فائدة الإتقان على الفرد

  • المسلم الذي يحرص على إتمام عمله بإتقان، ويساعد ذاته على أن يكون فردًا منتجًا، يعينه الله في الدنيا قبل الآخرة.
  • تظهر نتيجة الإتقان والأعمال الصالحة على المسلم في الدنيا بأن يجعل اسمه معروفًا بين الناس.
  • يذكره الجميع بالصفات الحسنة، وتمتعه بالأخلاق الفضيلة في العمل، وكيف أنه لا يتقاعس عن أداء عمله على أكمل وجه.
  • يعطيه الله الفضل في الآخرة، بمضاعفة أجره، وصرف عذاب النار عنه، وإنزاله المنازل الحسنة على قدر تعبه وحرصه على تقوى الله في حياته.
  • لا تعود الفائدة في الدنيا على أن يزرع الله حب الناس لعبده، بل تشمل أن يرزقه الله والتوفيق والفلاح في الدنيا، ويذلل له الصعاب، ويصرف عنه كل ما يخاف ويحذر.
  • من أشرك الله في أعماله، ووضع النية بأن تكون أعماله خالصة لوجهه الكريم، رزقه الله حلاوة القرب منه، والتمتع برزقه الكريم في الدنيا، ومغفرته الواسعة في الآخرة.

لا يفوتك أيضًا: آية في القرآن تزيد من جمال المرأة

2- فائدة الإتقان على المجتمع

  • قد يظن الذي يعمل أن الفائدة قد تعود على ذاته فقط، إلا أن المجتمع يصيبه من الخير ما قد يناله الفرد المسلم.
  • يصبح المسلم قدوة حسنة وبعملة المتقن، الذي يحرص على أن يبتعد فيه عما يغضب الله، ويتحرى فيه من الخير ما يستطيع.
  • يقوم الآخرين من حوله باتباعه فيما يقوم به، فيكون المسلم قد أقام دعوة الله بين الناس.
  • تعود المنفعة على المجتمع أيضًا بأن يتحول المجتمع إلى مجموعة كبيرة من الأفراد المنتجة، المتقنة لأعمالها، فيزيد الكسب، ويتخلص المجتمع من المشكلات المادية.
  • قد يظن البعض أن العمل يقتصر على الكسب المادي فقط، وهذا يورث الفهم الخاطئ، حيث ان العمل، هو أي شيء قد يقوم به المسلم.
  • لا يقتصر العمل فقط على الكسب المادي، يمكن أن يكون العمل معنويًا لا يكسب من ورائه المال، لكنه يُرسي القيم والأخلاق بين الناس، ويساعدهم على التخلص من الآفات التي قد تصيب المجتمع.
  • أي عمل صالح قد يقوم به المسلم، يضع فيه نية أن العمل خالصًا لله تعالى، مثل العبادات أو القول، وغيرها، يعطيه الله عليه الحسنات، ويرفع عنه الخطايا والسيئات، ويرفع قدره في السماوات والأرض.
  • يمكن للمرء أن يستسقى الخير من سير التابعين والمرسلين، وقصص السابقين، الذين أفنوا حياتهم، في العمل، وحرصوا على أن يكون خالصًا لله، فأعطاهم الله من فضله، وجعلهم على رؤوس الخلائق، ووعدهم بالنعيم في الآخرة.

في ختام الحديث عن آيات عن النجاح في العمل بالدنيا والاخرة ليس هناك أفضل، من أن يبحث العبد المسلم، على ما يرض الله، ويتحرى أن يقوم به في جميع أمور حياته، ويحرص على أن تقرب إلى الله، ليس بأمور الآخرة، ولكن أيضًا بأمور الدنيا، ويشغل ذاته، بالتحضير والتجهيز، إلى الآخرة.

زر الذهاب إلى الأعلى