تعد الترابين من أقدم وأعرق القبائل العربية ويرجع تاريخها إلى العصر الجاهلي، حيث سكنت في الأصل في منطقة الحجاز، ثم هاجرت إلى مناطق أخرى مثل سيناء وفلسطين والأردن ومصر، ولعبت دور هام في التاريخ العربي، فقد شاركوا في العديد من الحروب والمعارك، كما ساهموا في نشر الإسلام في مختلف المناطق وتعرضت لعدة هجرات ونزاعات على مر التاريخ، مما أدى إلى تفرقهم وتوزعهم في مختلف البلدان العربية.
أصل قبيلة الترابين
تعد من أعرق القبائل العربية التي يعود تاريخها إلى العصور القديمة، تاركة بصمة واضحة على مر السنين في مختلف المجالات، من السياسة إلى الاجتماع والثقافة.
- ينتسب الترابين إلى جدهم عطية الذي هاجر من منطقة بقم في الحجاز إلى شبه جزيرة سيناء منذ ما يقارب 700 عام ويختلف النسابون في تحديد نسبهم بدقة، فمنهم من يرى أنهم من بني عطية من قبيلة جذام القحطانية، بينما يرجح آخرون أنهم من قبيلة قريش العريقة.
- اتخذت من شبه جزيرة سيناء موطن لها، حيث سكنت مختلف أنحائها، من وادي العريش إلى جبل المغارة، تاركين بصمتهم على تضاريسها وثقافتها.
- مع مرور الوقت امتدت فروع من القبيلة لتستقر في مناطق أخرى من الوطن العربي، مثل فلسطين والأردن ومصر والسعودية.
| أصل القبيلة | منطقة الحجاز |
| مكان التواجد | شبه جزيرة سيناء |
| شيخ القبيلة | لا يوجد شيخ واحد يمثل جميع أفراد القبيلة |
| ما تشتهر بيه القبيلة | الوشم، العلم، الفنون الشعبية |
شجرة قبيلة الترابين
لا توجد شجرة عائلة محددة شاملة لقبيلة الترابين، وذلك لتنوعهم وتفرعهم إلى العديد من العشائر والفروع، ولكن بشكل عام تنقسم قبيلة الترابين إلى 21 عشيرة رئيسية، لكل عشيرة شيخها الخاص بها، ومن أشهرها:
- نجمات الصانع.
- نجمات الصوفي.
- نجمات ابي عادرة.
- نجمات أبو صواصين.
ولكل عشيرة من هذه العشائر فروع أخرى وعائلات، وهكذا تتفرع شجرة العائلة بشكل كبير.
أهم شيوخ قبيلة الترابين
ومن أشهر شيوخها:
- الشيخ سلطان الترابين: أحد شيوخ القبيلة في القرن التاسع عشر وقد اشتهر بحكمته وشجاعته.
- الشيخ عشيش عنيس سالم: واحد من أشهر وأعظم مشايخها، المعروف بمواقفه الوطنية ودعمه للدولة المصرية في حربها ضد الإرهاب ومساندته لها بشكل مستمر.
- الشيخ عبدالله جهامة: شيخ عشيرة الجهامات له دور بارز في دعم الاستقرار والأمن في سيناء.
اطلع على: قبيلة بني هلال : أصل وتاريخ عريق ورموز براقة لـ بني هلال
مساهمات قبيلة الترابين في المجتمع
لعبت دور هام في المجتمع على مر التاريخ وتنوعت مساهماتهم في مختلف المجالات، تشمل:
المجال السياسي:
- شارك شيوخها في العديد من المجالس واللجان السياسية وساهموا في اتخاذ القرارات المتعلقة بقبيلتهم ومناطق سكناهم، كما شاركت في العديد من الحروب والمعارك للدفاع عن حقوقها وبلادها.
المجال الاجتماعي:
- ساهمت في توفير الخدمات الاجتماعية لأبنائها من خلال إنشاء المدارس والمستشفيات والمساجد، كما قدمت المساعدة للمحتاجين والفقراء من خلال توزيع الزكاة والصدقات، بالإضافة إلى ذلك فقد حرصت على حل النزاعات بين أفرادها من خلال العرف والعادات القبلية.
المجال الاقتصادي:
- مارست العديد من الأنشطة الاقتصادية، مثل الزراعة والرعي والتجارة وساهمت في تنمية اقتصاد المنطقة، من خلال إنشاء المشاريع التجارية والصناعية.
المجال الثقافي:
- للقبيلة تراث ثقافي غني، يشمل الشعر والأغاني والرقصات الشعبية وساهمت في الحفاظ على التراث العربي من خلال نقل العادات والتقاليد للأجيال القادمة، كذلك ساهمت في نشر اللغة العربية، في المناطق التي سكنتها.
المجال الديني:
- حرصت على نشر الإسلام في المناطق التي سكنتها وبنت العديد من المساجد والمدارس الدينية، لتعليم أبناء القبيلة تعاليم الإسلام وأحكامه، كما اشتهروا ب إرسال أبنائها للدراسة في المعاهد الإسلامية في مختلف البلدان العربية.
- وإلى جانب هذه المساهمات لعبت دور هام في حفظ الأمن والاستقرار في المناطق التي سكنتها.
أكثر ما تشتهر به قبيلة الترابين
استطاعت أن تنفرد بوجود العديد من الأمور التي تميزها عن غيرها، وتعد بمثابة هوية ثقافية تجسد تاريخها وحضارتها العريقة أبرزها:
- العلم: يعد من أهم رموزها، حيث يتكون من مثلث أخضر يرمز إلى الإسلام، وهلال ونجمة باللون الأبيض يدلان على الدين الإسلامي، وسيفان متقاطعان باللون الأحمر يرمزان إلى القوة والشجاعة.
- الوشم: كان الوشم منتشر بين أفراد القبيلة قديم، حيث كانوا ينقشون على أجسادهم رموز تدل على انتمائهم للقبيلة، مثل الخطوط المنحنية والأشكال الهندسية.
- الأزياء: تتميز أزياء قبيلة الترابين بنقوشها وزخارفها الفريدة، فالثوب الرجالي عادةً ما يكون باللون الأبيض وله خطوط عمودية سوداء، بينما الثوب النسائي مطرز بخيوط ملونة برسومات تجسد البيئة والتراث.
- اللهجة: تتميز لهجتهم ببعض الخصائص التي تميزها عن لهجات القبائل العربية الأخرى، مثل نطق بعض الحروف بطريقة مختلفة واستخدام بعض الكلمات المفردة.
- الفنون الشعبية: تعد من أهم رموز ثقافتها، حيث تشتهر بـالرقصات الشعبية المميزة، مثل الرقصة السعيدي والرقصة الدبكة، كما تعد الأغاني الشعبية من مكونات التراث لديهم، حيث تتناول موضوعات مختلفة من الحياة اليومية والبطولات والحب.
- بالإضافة إلى هذه الرموز المادية والمعنوية تعد القيم والمبادئ التي تتمسك بها مثل الكرم والشجاعة والشهامة من أهم رموز هويتها الثقافية.
اطلع على: تاريخ;قبيلة خولان اليمنية; بالكامل وأهم رموزها وعوائلها
التحديات التي واجهت قبيلة الترابين
واجهت كإحدى أعرق القبائل العربية العديد من التحديات عبر تاريخها الطويل، بدءًا من الظروف المناخية القاسية وصول إلى الصراعات السياسية، لكنها تمكنت من التغلب عليها بفضل تماسكها وقوتها ووحدتها ومن أبرز التحديات التي واجهتها:
- الظروف المناخية القاسية: عاشت في بيئة صحراوية قاسية، حيث واجهت نقص في المياه والغذاء وتقلبات جوية حادة الأمر الذي فرض عليها تحديات كبيرة في سبيل البقاء والحياة.
- الصراعات السياسية: واجهت العديد من الصراعات السياسية على مر العصور، حيث شاركت في الحروب والفتوحات، ودافعت عن أرضها وقضيتها في وجه الغزاة والمعتدين.
- التغيرات الاجتماعية والاقتصادية: مع مرور الوقت شهدت المنطقة العربية العديد من التغيرات الاجتماعية والاقتصادية، الأمر الذي أثر على حياة قبيلة الترابين، حيث اضطر أفرادها إلى التكيف مع هذه التغيرات والبحث عن مصادر رزق جديدة.
- التحديات المعاصرة: تواجه اليوم تحديات جديدة، مثل التغيرات المناخية والفقر والبطالة، أيضًا تواجه تحدي في الحفاظ على هويتها وثقافتها في ظل التغيرات العصرية.
اطلع على: تاريخ قبيلة الدواغرة وأهم 7 من مشايخها ورموزه
كيف تغلبت قبيلة الترابين على هذه التحديات
- التماسك والوحدة: تمكنت من التغلب على العديد من التحديات بفضل تماسكها ووحدتها، حيث وقف أفرادها صف واحد في وجه الصعاب، وتعاونوا فيما بينهم لتوفير الدعم والمساندة لبعضهم البعض.
- القوة والشجاعة: اشتهرت بقوتها وشجاعتها، حيث دافع أفرادها عن أرضهم وقضيتهم بكل بسالة، ولم يترددوا في التضحية بحياتهم من أجل الحفاظ على كرامتهم وحريتهم، لأيمانهم بأنها الأكثر الأهمية.
- المرونة والقدرة على التكيف: أظهر أفراد قبيلة الترابين قدرة كبيرة على المرونة والتكيف مع التغيرات، حيث تمكنوا من التكيف مع الظروف المناخية القاسية والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية.
- الحفاظ على القيم والمبادئ: تمسكت بقيمها ومبادئها التي اشتهرت بها الأمر الذي ساعدها على تجاوز الصعاب والحفاظ على هويتها وثقافتها.
أثبتت قدرتها على التغلب على مختلف التحديات التي واجهتها عبر تاريخها، وذلك بفضل وقوتها ووحدة أبنائها وحفاظها على قيمها ومبادئها.
